الخميس، 4 مارس 2010

وهـــــن القـــــــوة

انطلقت الغزالة تاركةً العنان لأقدامها تعزف على أنغام الرياح ، تدق الأرض بأوتارٍ متسارعة ، لتنجو من براثنه بعد أن ضيق المسافة بينه وبينها. يستعد بقفزته الأخيرة لينشب مخالبه فى جسدها الممشوق ، عزفت نظراتها عن الخضرة اللذيذة ، راحت تنفذ زفيرها فى الهواء علَّها تطير من قدرها ، يتخطى صغارها ولا يلتفت إليها رغم سقوط أحدهم أمامه ، الصغار تركض خلف أمها غير عابئة ، الفراشات فزعت وتركت الأزهار وراحت تضرب الهواء بأجنحتها الملونة ، بعض الطيور راح يطير فوقها يشد من أزرها وبعضهم راح يطير فوقه يتوسل إليه ليتركها لصغارها وبقية الطيور وقفت على الشجرة تشاهد ما يحدث. 
فى الأسفل بين الحشائش انكمش الثعلب يسيل لعابه وهو يمسح شدقيه بلسانه ، يمنى نفسه بما يتبقى من الغنيمة.
كأنه يرى هذه اللوحة المعلقة فى صالة شقته لأول مرة. 
انسحب من أمامها ، أطفأ المصباح ، سحب الغطاء وهو يقول :
هل ستنجو الغزالة من الأسد؟!



عاطف العزازى 

نشرت بجريدة المصير المصرى  

عدد 16 فبراير 2010
ونشرت بجريدة أخبار الأدب 
عدد 875
بتاريخ 25/4/2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق