هل تستقر الحياة وتصفو وتطمئن القلوب إذا كانت الدنيا فى حالة حرب؟ الإجابة بالنفى ... ولكن هناك حرب مشروعة لابد أن توثق فيها القيود كيلا يفلت منا الذمام ، وبدلاً من أن نسوق أنفسنا إلى الخير تسوقنا إلى الهلاك ... حذر القرآن الكريم من خطورة النفس (قد أفلح من ذكاها وقد خاب من دساها) ... ، (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هى المأوى) ...الكثير من المسلمين يفشلون فى قهر أهوائهم والتصدى لشهواتهم ، لأنهم يجدون فى أنفسهم ضعفاً شديداً وميلاً لاتباع أهوائهم ...يحتاج الإنسان إلى قوة وشجاعة تعينه على قهر أعدائه * أن يستعين بالرياضة النفسية * أن يعلم المسلم أن الشيطان ليس له مدخل له إلا من باب هواه فإنه يطيف به ليعرف أين يدخل عليه فيسرى منه سريان السم فى الأعضاء.* أن يعلم أن الهوى ما خالط شيئاً إلا أفسده ، فإن وقع فى العلم أخرجه إلى البدعة والضلالة ، وإن وقع فى العبادة أخرجها إلى الرياء ومخالفة السنة ، وإن وقع فى الحكم أخرج صاحبه إلى الظلم.* أن يتذكر أن الله جعل الخطأ واتباع الهوى قرينين ، وجعل الصواب ومخالفة الهوى قرينين كذلك. * أن يأنف المسلم لنفسه من ذل طاعة الهوى ويأنف تحت قهر عدوه ، فإن الشيطان إذا وجد من العبد ضعف عزيمة وميلاً للهوى طمع فيه وساقه حيث أراد ، أما إذا أحس بقوة عزمه وإرادته لم يطمع فيه إلا إختلاساً وسرقة. * أن يعلم الإنسان أنه لم يوجد للهوى وإنما وجد لأمر عظيم لا يناله إلا بمعصية هواه.وقد ورد فى الحديث القدسى ( العَالَمون هَلكى إلا العلِمون والعالِمون هَلكى إلا العامِلون والعامِلون هلكى إلا المخلصون والمخلصون على خطر عظيم).* ينبغى على المسلم أن يتحلى بجرعة صبر يحمل نفسه على مرارتها وقت اشتداد الإغراء ، وإيثار لذة العفة وحلاوتها على لذة المعصية.إن ما ينشأ من اتباع الهوى من ألم أشد مما يحسه المرءُ من لذة.تأمل كم من معصية ضيعت فضيلة ، وكم من لذة فوتت لذات ، وكم من شهوة كسرت جاهاً ونكست رأساً وأخلفت عاراً ...فما تركته لله سيعوضك عنه فى الدنيا ثم فى الأخرة وفق كل ذلك تنال رضوانه سبحانه وتعالى.
عاطف العزازى
06 ديسمبر 2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق