أمسكت القلم ، هويت به على الورق ، الدخان الكثيف يلف المكان ، وجهها الملائكى يبتسم خلف السنين ، أمد يدى أحركها فى سراب لا نهائى ، صوت داخلى يهزنى ، يعزف على أوتار الخوف ، يهدم أسوار الرهبة ، يفجر بركان الرغبة ، القلم يهتز فى يدى ، يضع نقطة فى محيط أفكارى ، أخطو إلى المجهول تتجاذبنى أغلال الماضى ، دفء اللقاء الأول يسرى فى شرايين العودة ، أفرد جناح الأمل ، أحتضن بسمات الصبح ، صوتها يدنو من أعماق وجدانى ، صداه يرفرف فى سماء شمسى ، يتمايل القلم المكبل بشذا ورودها المتفتحة ينسج خيوطه فى هواء أسرها يستدعى لحظات المرح والنشوى ، الألم واللذة ، ثمارها تحمل جيناتى فى زهرة من بستانها ، أنظر إليها تتفتح رويداً رويداً ، يملاء عبيرها كل ركن فى وجدانى ، أحتويها بجناحى فتهمس فى أذنى بأجمل لحن ، تتخلص من قيدى ، تتراجع وتتراجع ،تتوارى خلف الدخان الكثيف الذى عاد يلف المكان وبقيت ابتسامتها خلف السنين وسقط القلم من يدى على الصفحة البيضاء.
عاطف العزازى
نشرت فى جريدة أخبار الأدب
بتاريخ 12/4/2009
ونشرت بجريدة أسيوط اليوم عدد 3
وأذيعت بإذاعة شمال الصعيد من المنيا برنامج من قصور الثقافة
04 نوفمبر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق