السبت، 11 سبتمبر 2010

وترحل الثمار أحياناً

مالت الأشجار والنخيل تلقى بظلالها علىَّ وأنا أتهادى على التراب الناعم ، تحبو نظراتى على الطريق ، تتسلل رائحة مياه البحر إلى أنفى ،
ما عادت هى رائحته وما عاد لونه كما كان.
هناك عند المنحنى ، توقفت تحت النخلة ، تلفتُ حولى ، 
ضحكاتها تتردد فى الآفاق وهى تهرب من مطاردتى حول النخلة ،
أضرب النخلة بالحجر فتردُ علىَّ بالثمر ، أمسحها وأقدمها لها ، أسنانها تلمع وهى تلتهم الثمرة .
يتراقص قلبى مع قفزاتها ، تجرى حول الأشجار ، أتابعها ، تتلاشى هناك وسط الخضرة وصوتها مازال يتردد.
ألتقطتُ حجراً ، رميت به النخلة ، ارتد علىَّ الحجر وغاب الثمر.


عاطف العزازى

نشرت فى جريدة 
أخبار الأدب
عدد 875
فى 2010/4/25 
ونشرت فى جريدة 
أسيوط اليوم
عدد 27
فى 2010/5/2


السبت، 22 مايو 2010

وترحل الثمار أحياناً

مالت الأشجار والنخيل تلقى بظلالها علىَّ وأنا أتهادى على التراب الناعم ، تحبو نظراتى على الطريق ، تتسلل رائحة مياه البحر إلى أنفى ،
ما عادت هى رائحته وما عاد لونه كما كان.
هناك عند المنحنى ، توقفت تحت النخلة ، تلفتُ حولى ، 
ضحكاتها تتردد فى الآفاق وهى تهرب من مطاردتى حول النخلة ،
أضرب النخلة بالحجر فتردُ علىَّ بالثمر ، أمسحها وأقدمها لها ، أسنانها تلمع وهى تلتهم الثمرة .
يتراقص قلبى مع قفزاتها ، تجرى حول الأشجار ، أتابعها ، تتلاشى هناك وسط الخضرة وصوتها مازال يتردد.
ألتقطتُ حجراً ، رميت به النخلة ، ارتد علىَّ الحجر وغاب الثمر.



عاطف العزازى
نشرت بجريدة أخبار الأدب
عدد 875
بتاريخ 25/4/2010
ونشرت بجريدة أسيوط اليوم
عدد 27
بتاريخ 2/5/2010

الخميس، 4 مارس 2010

وهـــــن القـــــــوة

انطلقت الغزالة تاركةً العنان لأقدامها تعزف على أنغام الرياح ، تدق الأرض بأوتارٍ متسارعة ، لتنجو من براثنه بعد أن ضيق المسافة بينه وبينها. يستعد بقفزته الأخيرة لينشب مخالبه فى جسدها الممشوق ، عزفت نظراتها عن الخضرة اللذيذة ، راحت تنفذ زفيرها فى الهواء علَّها تطير من قدرها ، يتخطى صغارها ولا يلتفت إليها رغم سقوط أحدهم أمامه ، الصغار تركض خلف أمها غير عابئة ، الفراشات فزعت وتركت الأزهار وراحت تضرب الهواء بأجنحتها الملونة ، بعض الطيور راح يطير فوقها يشد من أزرها وبعضهم راح يطير فوقه يتوسل إليه ليتركها لصغارها وبقية الطيور وقفت على الشجرة تشاهد ما يحدث. 
فى الأسفل بين الحشائش انكمش الثعلب يسيل لعابه وهو يمسح شدقيه بلسانه ، يمنى نفسه بما يتبقى من الغنيمة.
كأنه يرى هذه اللوحة المعلقة فى صالة شقته لأول مرة. 
انسحب من أمامها ، أطفأ المصباح ، سحب الغطاء وهو يقول :
هل ستنجو الغزالة من الأسد؟!



عاطف العزازى 

نشرت بجريدة المصير المصرى  

عدد 16 فبراير 2010
ونشرت بجريدة أخبار الأدب 
عدد 875
بتاريخ 25/4/2010

الشعــــــــــاع

أمسكت بطانيتى التى ألتحف بها ، ربطت أطرافها فى أسياخ الشباك ، وقفت عليها أتأمل السماء الصافية ، أملأ رئتى بالهواء النقى ، أحلق فى الآفاق ، أراقب الطيور على الشجرة القريبة تعود إلى صغارها التى فتحت أفواهها راقصة بأجنحتها فتلقى الطعام فى أفواهها ، لا تعبأ بالحراس فوق الأسوار العالية والأسلاك الشائكة ، تهزهز أفكارى ، حول المائدة الصغيرة على الأرض ، أقطع لقمة صغيرة أغمسها فى الطعام ، أتذوقها بطرف لسانى لأتأكد أنها ليست ساخنة وأضعها فى فم عصفورتى ، أراقبها وهى تبتلع لقمتها فأشبع .يد من الأسفل تجذبنى ، - إنزل الفطار جاهز يا عادل ، طائر أبيض يهبط على الفرع القريب من الشباك ، يبدو أنه رآنى ، يختبئ خلف الأوراق ، يظهر ويختبئ ، عصفورتى تختبئ خلف الباب لتفاجئنى لحظة دخولى ، أمثل أننى خفت منها ، أفرد جناحى ، تدخل مسرعة إلى عشها وتطبع قبلتها الرقيقة على وجنتى ، خفقان ورعشة فى قلبى وجسدى ، الطائر يظهر بكامله أمامى ، يقترب ، إئتنس بى ، مددت يدى ببطء بقطعة خبز يابسة كانت على الشباك ، الطائر يتردد ، عصفورتى تكبر أمامى لحظة بلحظة ، تذهب إلى المدرسة ، أذاكر لها دروسها ، الطائر يخطف اللقمة ويحلق فى الفضاء ...- عادل لك زيارة إنزل ... أطلق العنان لجناحى ، أطير تاركاً شباكى ، أهوى إلى الأرض بعد سنوات من التحليق فى الآفاق ...وجدت نفسى فى صالة الزيارة بعد تصفيف شعرى وارتدائى جلباب جديد ، الوفود تتزاحم ، لهفة وشوق ، أحضان وقبلات ، دموع وزغاريد ، الأصوات عالية وعيناى على الباب ، تظهر سيدة بنظارة طبية ، تنظر بلهفة حولها ، خفق قلبى سريعاً ولم أشعر وأنا أطير نحوها ، تلمحنى ، تلقى ما فى يديها وتفرد جناحيها لتستقبل صغيرها ، تسكب العبرات وتختنق الكلمات ، أرفع وجهى فى عينيها ، زحفت التجاعيد إلى وجهها وزاد وزنها ، أقبل يدها ورأسها ، - سامحينى يا أمى لم أختر قدرى ، تلتفت حولها ، تمسك بشابة جميلة رقيقة ، عاودتنى الخفقة والرعشة فى قلبى وجسدى ، أقترب منها ، حبات اللؤلؤ تنساب على تفاحتين ناضجتين ، أضلاع صدرى فشلت فى احتواء إنفجارات قلبى ، صوت رقيق مختنق يخرج من شفتيها – بابا ، الكلمة التى حرمت منها طويلاً أعادت لى الحياة وطعمها يزداد حلاوة فى ريقى ، أفرد لها جناحى فتبتسم فى حياء وتلقى نفسها فى عشها ، أجلسها على الأرض ومازلت أحتويها بجناحى .  
 

 

عاطف العزازى
نشرت بجريدة المصير المصرى 
عدد مايو 2009

و مازال العصفور يغرد

تخرج حروفه مبعثرة ، حرفٌ يسقط ولا يكتمل وآخر يخرج ، من وسط هذه السيمفونية المتناغمة تتكون كلمة "بابا" ،تكركر الدنيا لضحكه ، رعشات جسدى ، خفقات قلبى ، رقصات نبضى تتناغم فى كورالٍ يحركه بإيماءة رأسه ويديه ، يضئ بريق عينيه شموس الكون فى عشنا الصغير ... يرتكز برجليه ، يشد عوده ، تترك يداهُ الأرض ، يقف مهتزاً وبيده قطعة الحلوى ، أشير إليه ليأتى ، يضحك ، تتحرك قدماه للأمام ، جسده يسبقه ، يسقط قلبى مع سقوطه هيـــــ ه .. تانى .. يكرر المحاوله ، أفرد جناحى لأستقبله ، يرفع يديه إلى أعلى ، يتحرك تجاهى ، ينجح فى الوصول إلى حضنى ، يضع قطعة الحلوى فى فمى ، أشير إلى فمه فيرفض بحركةٍ من رأسه ويُدخلها فى فمى مرةً واحدة ويضحك قائلاً : هم .. م .. كمل ، أبتلع العسل من أصابعه وهو يدفع قطعة الحلوى فى فمى ، يربت على صدرى قائلاً : تانى .. أضمه وأقبله ، أطيل فى تقبيله ، لا أدرى كم مضى علىَّ ... أفرد يدىَّ ، تصطدم بالشباك ... تنسحب خيوط الشمس الصفراء تاركة الظلمة تبسط رداءها فى الآفاق ،أستدير ، كما هى على سريرها بقميصها الأسود بجوار سريره الخالى ، أقترب منها أسحب المخدة من حضنها بهدوء حتى لا تستيقظ ، فأجدها مبللة بالدموع وألمح بقايا ابتسامة على شفتيها. 

  

عاطف العزازى

نشرت فى جريدة أخبار الأدب 

بتاريخ 6/12 2009

{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ، ما أريد منهم من رزقٍ وما أريد أن يطعمون}

{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ، ما أريد منهم من رزقٍ وما أريد أن يطعمون}

سؤال ربما يتردد فى الأذهان لماذا أنا فى هذا الوجود؟ لماذا أنا إنسان؟ وما هدفى وما وسيلتى إلى هدفى وإلى أين المصير؟ أسئلة طبيعية لعقلٍ خلقه الله ليفكر لا ليتعطل ليبحث لا ليتوقف ليتأمل فى الكون ويسعى لاكتشاف خباياه وعجائبه ...لقد كرم الله الإنسان خلقه بيده ومن قبله خلق السموات والأرض وما بينهما من هواء مركب من عناصر وزروعٍ شتى وأودع فى باطن الأرض كنوزٍ وخيرات وخلق الحيوانات أيضاً كل ذلك سخره للإنسان ولخدمته { خلقتُ الأشياء من أجلك وخلقتك من أجلى فسر فى طاعتى يطعك كل شئ} جزء من حديث قدسىبعد أن خلق الله الكون وعرض هذه الأمانة وهى الدين والرسالة على السموات والأرض فأبيا من تحملها ورضيا أن تكونا مجبولتان على الطاعة وحمل الإنسان الأمانة ، أى مختاراً للطاعة والمعصية فعندما يطيع ويسير وفق منهج الله يحقق العبودية والهدف الذى من أجله خلق ويباهى الله به الملائكة الغير مختارة.وعندما ينسى ا|لإنسان الأمانة ويضل يرسل الله له الرسل لإرجاعه إلى المنهج الصحيح ليستحق أن يكون عبداً لله بحق دون شريك ويستحق الجنة المزينة له والحور العين ويستحق ما هو أفضل من هذا كله وهو رضوان الله عليه ، حتى جاءت الرسالة الخاتمة بعد نضوج البشرية وإستعدادها لإستقبال آخر الرسالات وآخر الرسل بل أفضل خلق الله على الإطلاق وأيده بمعجزات حسية ومعنوية وأنزل معه المعجزة الخالدة وهى القرآن الذى حفظه الله وبحفظه حفظ معه سيرة الرسل السابقين وقصصهم ، وأخبر فى كتابه عن المنهج المستقيم الذى يبدأ بالتوحيد الذى هو مفتاح قبول العمل وبين عاقبة الشرك وأن كل ذنب مغفور بإذن الله إلا الشرك { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} سورة النساء.وأن كل الأعمال الصالحة التى يعملها العبد تقرباً إلى الله لابد أن تدخل أولاً تحت مظلة توحيده وحده ولابد أن تتوافر فيها شرطين : 1- الإخلاص 2- المتابعة.والإخلاص هو التوجه إلى الله وحده بهذا العمل وعدم إشراك أحد فيه سواء كان هذا العمل عبادة كصلاه وصيام وذكاة وحج ونذر وخلافه لابد أن توجه الأعمال كلها الصالحة لله وحده ، أما المتابعه فهى متابعة النبى صلى الله عليه وسلم فى هذه الأعمال أى تكون على هديه وعلى سنته خاصة فى العبادات لأنه أفضل من عبد الله وعرف حدوده ، فالعبادات توقيفية وليست توفيقية أى تكون موقوفة على فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ، فالعمل حتى يقبل عند الله لابد أن يكون خالصاً صواباً ، خالصاً لوجهه سبحانه وصواباً وفق منهج الله وسنة رسولة صلى الله علية وسلم...فهذه هى الغاية التى خلقنا الله من أجلها وهذه هى الوسائل التى نصل إليه بها وهذا هو الهدف الذى نسعى إليه وهو رضى الله سبحانة وتعالى.


 عاطف العزازى
نشرت بجريدة المصير المصرى
عدد 17 مارس 1010 

حـــــرب مشروعـــة

هل تستقر الحياة وتصفو وتطمئن القلوب إذا كانت الدنيا فى حالة حرب؟ الإجابة بالنفى ... ولكن هناك حرب مشروعة لابد أن توثق فيها القيود كيلا يفلت منا الذمام ، وبدلاً من أن نسوق أنفسنا إلى الخير تسوقنا إلى الهلاك ... حذر القرآن الكريم من خطورة النفس (قد أفلح من ذكاها وقد خاب من دساها) ... ، (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هى المأوى) ...الكثير من المسلمين يفشلون فى قهر أهوائهم والتصدى لشهواتهم ، لأنهم يجدون فى أنفسهم ضعفاً شديداً وميلاً لاتباع أهوائهم ...يحتاج الإنسان إلى قوة وشجاعة تعينه على قهر أعدائه * أن يستعين بالرياضة النفسية * أن يعلم المسلم أن الشيطان ليس له مدخل له إلا من باب هواه فإنه يطيف به ليعرف أين يدخل عليه فيسرى منه سريان السم فى الأعضاء.* أن يعلم أن الهوى ما خالط شيئاً إلا أفسده ، فإن وقع فى العلم أخرجه إلى البدعة والضلالة ، وإن وقع فى العبادة أخرجها إلى الرياء ومخالفة السنة ، وإن وقع فى الحكم أخرج صاحبه إلى الظلم.* أن يتذكر أن الله جعل الخطأ واتباع الهوى قرينين ، وجعل الصواب ومخالفة الهوى قرينين كذلك. * أن يأنف المسلم لنفسه من ذل طاعة الهوى ويأنف تحت قهر عدوه ، فإن الشيطان إذا وجد من العبد ضعف عزيمة وميلاً للهوى طمع فيه وساقه حيث أراد ، أما إذا أحس بقوة عزمه وإرادته لم يطمع فيه إلا إختلاساً وسرقة. * أن يعلم الإنسان أنه لم يوجد للهوى وإنما وجد لأمر عظيم لا يناله إلا بمعصية هواه.وقد ورد فى الحديث القدسى ( العَالَمون هَلكى إلا العلِمون والعالِمون هَلكى إلا العامِلون والعامِلون هلكى إلا المخلصون والمخلصون على خطر عظيم).* ينبغى على المسلم أن يتحلى بجرعة صبر يحمل نفسه على مرارتها وقت اشتداد الإغراء ، وإيثار لذة العفة وحلاوتها على لذة المعصية.إن ما ينشأ من اتباع الهوى من ألم أشد مما يحسه المرءُ من لذة.تأمل كم من معصية ضيعت فضيلة ، وكم من لذة فوتت لذات ، وكم من شهوة كسرت جاهاً ونكست رأساً وأخلفت عاراً ...فما تركته لله سيعوضك عنه فى الدنيا ثم فى الأخرة وفق كل ذلك تنال رضوانه سبحانه وتعالى.

عاطف العزازى 
  
06 ديسمبر 2009

حكـــــــــــــــــــــــــــم

ما جاء فى صحف إبراهيم وموسى ، ينبغى للعاقل ألا يغفل عن ثلاث :-


1- أن يكون حافظاً للسانة. 


2- مقبلاً على شانه. 


3- عارفاً بزمانه.

من وصايا لقمان:-


يا بنى من يرَحَم يُرحم ، ومن يصمت يسلم ، ومن يقل الخير يُحمد ، ومن يقل الشر يأثم ، ومن لا يملك لسانه يندم ،  


يابنى من حمل مالا يطيق عجز ، ومن أُعجب بنفسه هلك ، ومن تكبر على الناس ذُل ، ومن لم يشاور ندم ، ومن جالس العلماء عَلِمَ ، ومن قلَّ كلامه دامت عافيته ، 


يابنى إن الدنيا بحرُ عميق وقد غرق فيها ناسُ كثير فلتكن سفينتك فيها تقوى الله وحشوها الأيمان بالله وشراعها التوكل على الله لعلك تنجو.



ومن وصايا لقمان أيضاً لابنه:- 


* يابنى لا كنزُ أنفع من الأعمال الصالحة ولا شئ أربح من الأدب ولا سيئة أسوأ من الكذب ولا غائب أقرب من الموت ولا شئ أنفع من الصدق.

من حِكم العرب 


* كلبُ جوال خيرٌ من أسد رابض. 


* أياك أن تضرب بلسانك عقلك.

* ظاهر العتاب خيرٌ من باطن الحقد.

* لا يكن حبك كلفاً ولا بغضك تلفاً. 

* عثرة الرجل تزيل القدم وعثرة اللسان تزيل النعمة.


* من رضى لنفسة الإساءة شهد على أصله بالرداءة.


* ثمرة العلوم العمل بالمعلوم. 


* فضل المعروف إغاثة الملهوف.

* لا تشتك ضعفك إلى عدوك فإنك تشمته بك وتطمَّعه فيك.

* إياك وفضول الكلام فإنه يظهر من عيوبك ما بطن ويحرك من عدوك ما سكن. 


من أقوال عمر إبن الخطاب (رضى الله عنه):-


* العدل جنة المظلوم وجحيم الظالم.

 
من أقوال أبو بكر الصديق (رضى الله عنه):-

* إحرص على الموت توهب لك الحياه. 

من أقوال على ابن ابى طالب (رضى الله عنه):-

* المال فى الغربة وطن والفقر فى الوطن غربة. 

19 نوفمبر 2009

لو سمحــــــت

خرج من بيته ونظراته الزائغة تسبقه ، يوجهها إلى كل من يلقاه ، استقر فى عمله البسيط فى ديوان إحدى المؤسسات يوزع الخطابات والمشروبات ، بعد انتهاء الدوام خرج يفكر ، ماذا يصنع؟ يقترب من رجل توسم فية الصلاح : لو سمحت كنت أقف فى طابور الخبز وسرقت محفظتى وأريد العودة لبلدى البعيدة ، أخرج الرجل وأعطاه ثم عرج على ثان وثالث ... 

عاد إلى منزله وهو محمل بالمأكولات والفاكهه ... 

فى اليوم الثانى : لو سمحت ابنتى فى المستشفى بين الحياه والموت تحتاج إلى عملية ، ساعدنى ... لو تكرمت أطلب منك خدمة أنا وأسرتى فى الشارع طردنا صاحب الشقة ونحن بالا مأوى ساعدنا ... لى ابنتان فى الثانوية العامة تحتاجان إلى دروس وليس معى مال ساعدنى مما أعطاك الله ... 

إمتلأت جيوبه ، ذهب ليشترى متطلباته ، أدخل يده ليخرج محفظته الممتلئة بما جمعه ومرتبه الذى قبضه منذ ساعتين فلم يجد شيئاً ... المحفظة؟ يدور حول نفسه : النقود؟ 

ألقى الأرغفة من يده : لو سمحت ، لم يلتفت إليه أحد : يا أستاذ لو تكرمت أنا حدث لى . 

- الله يسهل لك ... 

دخل الشارع ، إقترب من منزله ، أصحاب المحال ينظرون إليه ، إقترب أكثر ، سيارات الأطفاء ورجال الشرطة أسفل منزله ، إتسعت عيناه وجف ريقه وازدادت نبضات قلبه ، جاءته الأجابة من الضابط : أنت صاحب المنزل؟ 

- نعم ماذا حدث؟ 

- من يعيش معك فى الشقة؟ 

- أولادى فى الأبتدائى مع والدتهم ، ماذا حدث يا باشا؟ 

- تعالى معنا نستكمل المحضر فى القسم لو سمحت. 

  

عاطف العزازى 

نشرت فى جريدة المحور العدد التاسع 

بتاريخ 15/8/2009
07 نوفمبر 2009

لحظة انفطر فيها القلب

داهمها كابوس فاستيقظت : اللهم اجعله خيراً ، نظرت إلى الساعة ، آن ميعاد إيقاظه ، تغادر الفراش ، تفتح المذياع : رياح و عواصف و أنواء تغشى أنحاء البلاد ، يغشاها خوف دفين ، يخطر لها هاجس ، ينتفض جسدها ، تتسارع دقات قلبها ، تتسلل إلى غرفتها ، تؤخر عقارب الساعة ، تتمنى لو أن يفوته موعد الطائرة ، 

هدأت أنفاسها ، تنهدت فى ارتياح ، ألقت عليه نظرة هادئة ، فزعت ، امتقع لون وجهها ، تجمد الدم فى عروقها ، صاحت : كلا ... 

هرولت نحوه ، تهزه ، تناديه : قم ، استيقظ ، كلمنى أرجوك ... 

لكن الجسد كان قد وهن ، لم يعد يستجيب. 

 


عاطف العزازى 

نشرت بجريدة أخبار الأدب 

بتاريخ 22/2/2009 

صفحة ساحة الإبداع 

وأذيعت بإذاعة شمال الصعيد فى برنامج قصور الثقافة
04 نوفمبر 2009

انتظـــــــــار

وقفت انتظر سيارة تقلنى بعد أن ارتديت أحسن ما عندى وودعتنى امى بدعواتها ، اقترب من تحقيق حلم عمرى و إراحت أمى من العمل على ماكينة الخياطة ، نظرات أبى الكسيرة الملبدة بالدموع قالت كلاماً كثيراً ... الجميلة التى طال انتظارها ، الصمت الذى يرقد سنوات فى أركان شقة الزوجية ... 

مجمع المصالح ، المجمع يا أساتذة ، داخل السيارة لا أشعر بمن حولى ، تسبقنى أحلامى ، أسمع استجابة لطرقاتى المهذبة على الباب ، 

- إتفضل ، أقدم ابتسامتى – السلام عليكم ، أنا صابر عبد الصبور جيت بخصوص الإعلان ... 

- إتفضل يابنى ، يقلب أوراقى ، دقات قلبى تتسارع مع نظرات عينيه فى الورق ، مستقبلى يرتسم على قسمات وجهه ، يرفع المدير وجهه بانبساط هدأت معه خفقات قلبى ... 

- أوراقك مستوفاة والشروط تنطبق عليك ونحن بناءاً على تعليمات السيد الوزير نختار الموظفين بشفافية تامة لا محسوبيات ولا مجاملات ... أضع يدى على صدرى وبانحناءة قليلة – إن شاء الله أكون عند حسن ظنك يافندم ... 

المدير – نحن نشجع العقول للعمل فى البلاد حتى لا تهاجر للخارج ونستوعب جميع الخريجين ولا مكان لعاطل ... 

أخرج ورقة ودون فيها كلمات ومدها لى – إتفضل يا صابر وقع العقد ومرتبك هيكون ... 

المجمع اللى نازل ، المجمع يا حضرات ... 

أحكمت قبضتى على الدوسيه ، قفزت من السيارة ، وقفت أصلح هندامى ، مررت يدى على ما تبقى من شعرى كما ثبته أمام المرآة ، عبرت الشارع ودخلت من الباب الحديدى ... 

وقع نظرى على جموع كثيرة تقف طوابير وفى أيديهم الدوسيهات. 

  


  

  


عاطف العزازى 

نشرت بجريدة المحور العدد العاشر 

بتاريخ 1/9/2009 
04 نوفمبر 2009

خيـــوط هلاميـــة

أمسكت القلم ، هويت به على الورق ، الدخان الكثيف يلف المكان ، وجهها الملائكى يبتسم خلف السنين ، أمد يدى أحركها فى سراب لا نهائى ، صوت داخلى يهزنى ، يعزف على أوتار الخوف ، يهدم أسوار الرهبة ، يفجر بركان الرغبة ، القلم يهتز فى يدى ، يضع نقطة فى محيط أفكارى ، أخطو إلى المجهول تتجاذبنى أغلال الماضى ، دفء اللقاء الأول يسرى فى شرايين العودة ، أفرد جناح الأمل ، أحتضن بسمات الصبح ، صوتها يدنو من أعماق وجدانى ، صداه يرفرف فى سماء شمسى ، يتمايل القلم المكبل بشذا ورودها المتفتحة ينسج خيوطه فى هواء أسرها يستدعى لحظات المرح والنشوى ، الألم واللذة ، ثمارها تحمل جيناتى فى زهرة من بستانها ، أنظر إليها تتفتح رويداً رويداً ، يملاء عبيرها كل ركن فى وجدانى ، أحتويها بجناحى فتهمس فى أذنى بأجمل لحن ، تتخلص من قيدى ، تتراجع وتتراجع ،تتوارى خلف الدخان الكثيف الذى عاد يلف المكان وبقيت ابتسامتها خلف السنين وسقط القلم من يدى على الصفحة البيضاء. 



عاطف العزازى 

نشرت فى جريدة أخبار الأدب  

بتاريخ 12/4/2009 

ونشرت بجريدة أسيوط اليوم عدد 3 

وأذيعت بإذاعة شمال الصعيد من المنيا برنامج من قصور الثقافة
04 نوفمبر

نظــــرات الجميــــزة

بعد تردد أعدت القلم إلى أصابعى، راح ينسج خيوط حدوتة اختزلها فى شرايين الذكريات ، يلامس البداية ، تحت الجميزة الضخمة التى كانت جدتى تحكى عنها وعن جذورها الضاربة عبر الزمن , حكايات وحكايات , أجلس مع أقرانى نتجاذب حكايات هامسة . الجميزة تعطف علينا وتلقى بين الحين والحين ثمرات حمراء ، نلتقطها ونمسحها ونأكلها ، نرفع أعيننا نشكرها ونسألها المزيد ، أوراقها وفروعها المتقاربة تسمح لأشعة الشمس أن ترسل خيوطها إلينا مع رقصات الأوراق على أنغام الرياح تتحرك الخيوط متلألئة لتصنع لنا لوحة مضيئة يعجز أى رسام أن يحاكيها ... صمت الجميع لا نسمع إلا زقزقة العصافير تغرد فى كورالها ….

تمر أمامنا وهى تلتحف بطرحتها السوداء وهى تمسكها بيدها ، العيون تنتقل إليها ، ترسل سهام نظراتها تجاهنا ، عيونها تنفذ إلى أعماقى ، تقرأ ما خطه القلم ،

نبضات قلبى راحت تعلن للعالم أنه موجود ، يرسل نغمات إلى بحور الشعراء ليغوصوا فى أعماقه لينظموا قصائدهم على أنغامه ...

أرجع إلى المدينة حيث كتبى ودراستى ولا يزال طعم الجميز فى كل طعام والنظرات تلاحقني ، أحاول المراسلة ولا صدى لصوتى أنتظر إجازة الدراسة حتى أعود للجميزة آكل من حباتها وأقرأ عباراتها الصامتة ، أسجل همساتها وابتساماتها التى كانت تضئ من بين ثنايا طرحتها السوداء التى تمسكها بيدها ، أعيش طوال العام على ما سطره القلم وهذا العام عدت إلى الجميزة أنتظر مرورها فلم تعد…


توقف القلم ، لم تستطع أن يكمل ، يد حانية تلمس جبهتى أفتح عينى على نظرة حانية وابتسامة رقيقة ،


- اصحي أنت تأخرت – ياه على طعم الجميز– لسه فاكر ..؟!


عاطف العزازى
نشرت بجريدة المساء
بتاريخ 29/12/2009
صفحة 10 باب من كل أقليم مبدع
وإذيعت بإذاعة شمال الصعيد برنامج المجلة الثقافية


20 أكتوبر 2009

الرسالــــة الأخيـــــرة

تدخل ريم على أمها - بتكتبى إيه يا ماما؟ رسائل لربنا ، بتقولى إيه فيها؟ دا سر ، بتوصل يا ماما. نعم. تهرول ريم ناحية والدها : بابا نفسى توصلنى المدرسة زى صاحباتى ، عبراته تسبق كلماته : إن شاء الله أخف وأوصلك ... تعيش ريم وسط كتبها ولعبها ... تمسك قلمها وتكتب رسائل مثل والدتها ... تضعها فى صندوق أسف سريرها ... أخر العام تذهب ريم إلى المدرسة تستطلع النتيجة وترجع فرحة : أمى أنا الأولى ... وتدخل فى حضن أمها التى تطبع قبلتها على وجنتها. تخرج ريم إلى حديقة المنزل وتقطف أول زهرة تفتحت وقبل أن تدخل تسمع صوت اصطدام ... تلتفت فإذا بكلب الجيران المؤذى يموت تحت عجلات السيارة.

تستأذن أمها لتذهب إلى الأستاذة وتبشرها أمها بأن قطتها ولدت قططا كثيرة فتخرج ريم وتنطلق ... الأستاذة : أهلاً يا ريم ومتشكرة على الزهرة الجميلة تعالى إلى البلكونة ، تصعد ريم على حائط البلكونة فتنزلق قدمها من الخامس إلى قسوة الأرض ... والدها إنتصب من الصدمة ووجد نفسة يمشى واتشحت الأم بالسواد . انطفأت شمعة الأسرة وغابت النسمة والبسمة ، راحت الأم تجمع حاجيات عصفورتها ، تفتح صندوق رسائلها ، الرسالة الأولى ، يارب كلب الجيران يموت ، إبتسامة مخنوقة ترتعش على شفتيها ثم تفتح الثانية ، يارب قطتنا تلد القطط الكثير ، بلهفة تختطف الرسالة الثالثة ، يارب زهور الحديقة تتفتح ، تحتضن الرسالة وتضحك باكية دموعها وتمسح غشاوة عن عينيها لتملأهما من صورة صغيرتها المبتسمة ... يسقط البرواز تخرج منه الرسالة الأخيرة ، يارب أموت وبابا يخف

بقــلــــــــــــــــــــــــــــــم
عاطف العزازى
نشرت بجريدة الأهرام المسائى
بتاريخ 20/1/2009
22 أكتوبر 2009